مجلة فكرية سياسية ثقافية تعنى بشؤون الشرق الأوسط

التغييرات المناخيّة من جلاسكو إلى شرم الشيخ

التغييرات المناخيّة من جلاسكو إلى شرم الشيخ

أحمد العناني

أحمد العناني 
أحمد العناني

تعول الدول النامية أفريقيا على مصر في مؤتمر الأطراف الدولية للمناخ، والذي سيعقد في مدينة السلام مدينة شرم الشيخ بحضور زعماء وحكومات الدول الكبرى والدول الأفريقية، ومن مختلف دول العالم مؤتمر الأطراف المناخية هذا العام، ربّما يكون مختلف بعدما فشلت الدول النامية في إقناع الدول الصناعية الكبري فى جلاسكو أن تدفع فاتورة الانبعاثات الضارة الكربونية التي تؤثّر على الدول الفقيرة خاصة الأفريقية التي تدفع فاتورة الصناعات الكبرى من دول صناعية، كالصين على سبيل المثال التي تعتبر الأكثر استخداماً للفحم الكربوني تليها الولايات المتحدة، ومن ثم تأمل مصر أن يكون مؤتمر التغيرات المناخية ملزماً إلى حد كبير للحد من التغيرات المناخية من خلال وضع آلية دولية خلال هذا المؤتمر الدولي الهام.

يعتبر مؤتمر Cop 27 أفريقيا بامتياز حيث تعوّل الدول الأفريقية أن يحقق المؤتمر مبتغاه وأهدافه مثل تمويل المناخ والتكيف والخسارة والإضرار لمواكبة التقدم الذي يأمل العالم أن يحقق جهود التخفيف والوصول إلى الحياد الكربوني، علاوة على تعزيز الجهود للوصول إلى بيئة خضراء تؤدي إلى تنمية مستدامة تحقق النمو الاقتصادي المستدام.

بكل تأكيد ستوفّر مصر كافة إمكانياتها لإنجاح هذا المؤتمر وستكون رأس حربة إفريقيّة في مواجهة التغييرات المناخية حتى تصل بالقارة الأفريقية لمرحلة التكيّفات، والحد من الأضرار البيئة والعوامل التي تهدّد النمو الاقتصادي للدول، لأنّ التأثيرات المناخية تضرّ بالسياحة ومنها السياحة الشاطئية والساحلية، وتأثيرها بظاهرة تأمل الشواطئ والمد والجذر وظاهرة التصحر والاحتباس الحراريّ.

في الأسبوع المقبل، سيجتمع عشرات الآلاف من قادة العالم والمفاوضين والعلماء ورجال الأعمال والنشطاء والمراقبين من جميع أنحاء العالم في غلاسكو بإسكتلندا لحضور مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ، والذي سيستمر في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني. المؤتمر المعروف أيضًا باسم مؤتمر الأطراف (COP)، تجتمع فيه هذه الهيئة المتميزة سنويًا لاتخاذ قرارات بشأن تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، والتي تهدف إلى “منع تدخل الأنشطة البشرية في النظام المناخي”.

على الرغم من أنّ العديد من الاتفاقيات الدولية البارزة قد نتجت عن الاجتماعات السنوية لمؤتمر الأطراف (COP)، فإنّ أهمّ إنجاز لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ كان اتفاق باريس لعام 2015، فقد تمّ توقيع هذه المعاهدة الملزمة قانونًا بشأن المناخ في مؤتمر COP21 في باريس، وهو إنجاز تاريخي في الدبلوماسية متعددة الأطراف.

الهدف المعلن من هذه الاتفاقية هو “تعزيز تنفيذ المؤتمر” من خلال الإبقاء على الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية “أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي” ومواصلة الجهود للحد من هذه الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية.

يأمل الاتفاق في تحقيق هذا الهدف من خلال وضع نهج “من أسفل إلى أعلى” للسماح لكلّ دولة بتحديد أهداف الانبعاثات الخاصة بها (تسمى المساهمات المحددة وطنيًا، أو NDCs)، بالإضافة إلى اشتراطات “من أعلى إلى أسفل” لتعزيز هذه الإجراءات بمرور الوقت والمشاركة في عمليات صياغة التقارير والمراجعة اللازمة.

نهاية مصر تتأهّب لإنجاح هذا الحدث العالمي الذي إن حقق مبتغاة سيكون للدول الأفريقية النامية شأن آخر فمصر من خلال رئيسها ورئيس حكومتها ومن خلال تكليفات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي أعطى تعليمات للحكومة برفع كفاءة وتنفيذ أعمال الموقع العام، وتنسيق المنشآت الحكومية والخدمية القائمة داخل مدينة شرم الشيخ، وفي ضوء ذلك تعمل الحكومة على تطوير مختلف المنشآت القائمة بالمدينة، والتي من بينها تطوير الحديقة المركزية المجاورة‪ لمبنى مجلس مدينة شرم الشيخ من أجل الاستعدادات والترتيبات التي تُجرى لاستضافة جمهورية مصر العربية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ‪COP27 .

في النهاية من جلاسكو ومشاركة مصر فيها واختيار مصر كمنظم ورائد لأفريقيا في التغييرات المناخية إلى شرم الشيخ الذي تأمل مصر فيه أن تحقق أهدافها نيابة عن القارة الأفريقية في إنشاء صندوق تمويل للدول النامية، تستطيع ومن خلال مجابهة هذه الظاهرة التي تؤثّر على النمو والاقتصاد للدول النامية.

كاتب

التعليقات مغلقة.