مجلة فكرية سياسية ثقافية تعنى بشؤون الشرق الأوسط

الشرق الأوسط بين التدين والعولمة والتصوف والإلحاد

حسن ظاظا

حسن ظاظا
حسن ظاظا

هل صحيح أن نظام العولمة ضد الدين والمبادئ والأخلاق؟ وهل صحيح أن العلمانية أو العولمة تعني الإلحاد والكفر؟ لماذا الشرق بأكثريته يكرهها ولا يريدها بل يخشاها كثيراً… كل هذه العداوة بين المتدينين «المتشددين» من جهة والعلمانيين من جهة أخرى، ما أسبابها؟ وما هي الحجج التي يقدمها الطرفان للناس لاتباع هذا النهج أو ذاك؟ وما تأثير تطبيق العلمانية في الشرق مستقبلاً؟

قد نكون اطلعنا على بعض كتب التاريخ وما فيها من صفحات مأساوية وسوداوية معاً، أو على الأقل سمعنا روايات وقصص عن الحروب والمذابح التي ارتكبت بحق هذا الدين أو ذلك الدين، أو المذهب الفلاني أو الطريقة الفلانية، بل لانزال نشاهد هذه الفظائع من تفجير هذا الضريح أو ذلك المزار «كما فعلت داعش» ما السبب وراء هذه المجازر؟.. المجازر التي راح ضحيتها الملايين، هذا عدا ما كان يرافقها من سبي النساء والأطفال الذين كانوا يباعون في الأسواق كأي سلعة يفتيها شيخ ملتحي بحجة أنهم كفار يسيرون في طريق خطأ وأنهم أعداء الله، كما يحدث الآن في الشرق، وكما حدث سابقاً «في العصور الوسطى» في أوربا التي نراها الآن متطورة آلاف المرات، ألم يكن السبب هو الدين وما كانوا يفسرونه ويؤولونه لأجل مصلحتهم ومصلحة الحاكم المستبد؟.. كم من المفكرين والشعراء والعلماء مع مؤلفاتهم وكتبهم القيمة قُتلوا وحُرقوا، ولا يزالون يُقتلون أو يُطاردون بسبب اتهامهم بالخروج عن الدين لمجرد إدلائهم بآراء لا تتناسب مع فكر السلطة المستبدة، كل هذا كان ولا زال استغلالاً للدين الذي هو بريء مما أُنسب إليه، سواءً كان في الشرق أو الغرب، وإلا فأين هو مبدأ لا إكراه في الدين؟ وأين هي التعاليم السامية للديانات كلها التي تدعوا إلى التسامح والألفة والعيش بسلام؟.. كلها تترك جانباً!.. هذا ما لا يجوز وما لا تتحمله شعوب الشرق المتدين المتأخر المسيطر عليه من قبل فئة قليلة، لماذا يُلعن الغرب المتقدم المتطور الذي يُحكم من قبل الأكثرية حسب الديمقراطية؟.. من يهتم بحقوق الإنسان أكثر المؤمنون حتى النخاع أم العلمانيون الكافرون؟.. الجواب قد يكون واضحاً جداً فالشرق الممثل من قبل أقلية حاكمة تخشى على مصلحتها من التيار العلماني الذي لن يرحمهم إذا ما استلم السلطة، لأنه سيحد من صلاحيات هؤلاء الحكام والأمراء مع صلاحيات أبنائهم وأقربائهم وذويهم، ولن يسمح لهم بالتصرف بممتلكات الدولة كسلع رخيصة، كما هو الحال في مملكة بريطانيا ودول أوربية أخرى، حيث الملكة والأمراء تحت سيطرة الحكومة المنتخبة…

فقوانين الشرق بدساتيرها ليست أكثر من حبر على ورق، فالشرطة والأمن فيه ليستا إلا أداة ضد الشعب في خدمة الفئة الحاكمة وتحت تصرفها، وهنا فلنتكلم عن السجناء في الشرق كيف يتم التعامل معهم؟.. ألا يعاملون كحيوانات، بل وأكثر ودون مبالغة بغض النظر إن كان المسجون بريئاً أو مرتكباً لجرم ما، يُضربون ويُعذبون بالحرق والخنق؟، وقد يُقتلون حتى دون محاكمة، في وقت وزمن ظهرت فيه جمعيات في الغرب «الكافر اللعين العلماني الملحد..!»  تطالب بالرفق بالحيوانات، هذا بعد أن ضمنت حقوق الإنسان قبل عقود من الزمن.

لو كان الغرب كافراً ولو كانوا مفسدين؟.. لماذا نرى الهجرة المليونية من كافة بقاع الشرق المتدين إلى الغرب طلباً للجوء الإنساني، وليس اللجوء الديني أو المذهبي أو الطائفي؟.. لماذا كل هذه الهجرات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها هذا الهارب من الواقع المرير؟ .. وعندما يقع في قبضة الأتراك المحسوبين على الشرق يُضرب ويتعرض لأشد أنواع التعذيب، أما عندما يعبر إلى الجهة الأخرى، اليونان وما بعدها «أوربا» فيصل إلى الجنة الموعودة، حيث يعامل كإنسان له كل الحقوق، لا شتائم.. لا ضرب.. لا إهانة.. لهذا المعتقد أو ذاك، ولأن الإنسان عدو ما يجهل ومما يؤسف له.. فنحن نرى أن الكثير من المضطهدين والمعذبين في الشرق يتكلمون عن الغرب بالسوء دونما أن يعرفوا شيئاً عنه ودونما أية حجة، فقط لسماعهم  من شخص يعتبر لديهم عارفاً بأمور الدنيا والآخرة أن الغرب كذا وكذا كذباً، فالسلطة في الشرق مقدسة تتجاوز كل القوانين لمصالح الحكام المستبدين، في حين أصبحت اليوم السلطة في الغرب تحاسب تحت قبة العدالة و القانون.

عندما كانت أوربا تحكم من قبل الكنيسة البابوية عاشت آنذاك أسوأ أيامها و سنينها، لأن الدين استغل أبشع استغلال من قبل البعض الذين وصل بهم الأمر إلى بيع صكوك الغفران لمحو الخطايا، انتشرت الحروب فيها والقتل والذبح أصبح مباحاً لأن القس الفلاني أو البابا كان يؤيد هذا وينبذ ذاك، يعتبر رعايا هذا المذهب هم رعايا وأبناء الله أما أبناء المذاهب الأخرى أبالسة وهراطقة أعداء الله يجب محوهم من الوجود، وهكذا عمّ أوربا الخراب والدمار، ولم تنهض إلا بعد أن تحررت من كافة القيود الضيقة بفضل علماء ومفكرين دعوا إلى نبذ التفرقة ورفض مبدأ الكره والتعصب، فدعوا في كتاباتهم إلى التعامل مع الكل كإنسان يجب أن يحترم بغض النظر عن الدين والمذهب، بل وسنّت قوانين ونظم مدنية حلت محل التقاليد والأعراف العنصرية ،وبذلك نشأت أوربا وتطورت إلى ما هي عليه الآن تحترم وتقدس الإنسان بل حتى أنها في دستورها الجديد رفضت الإشارة إلى المسيحية كديانة الأكثرية في أوربا رغم معارضة ودعوات البابا.

والمغزى مما قلناه  أن الشرق هو الآخر قد يتقدم ويتطور يوماً ما إذا ما تجرد عن العاطفة الدينية المتطرفة وترك مبدأ أنا من أتباع الدين كذا والمذهب كذا والطريقة كذا وسيكون مصيري الجنة أما الآخر الذي قد يكون جاره أو حتى قريبه فستكون النار وجهنم مصيره، وطبعاً الآخر أيضاً يبادله نفس الفكرة، وهذا ما يولد أحيانا كثيرة الكره الذي يصل إلى حد القتل والعنف يرافقها هجرة وتشرد.

وهنا نحن لا ندعو إلى الخروج عن الدين والتخلي عنه بقدر ما نؤكد أن الالتزام بقيمه النبيلة والغاية الأسمى التي ظهرت ونشأت لأجله، ألا وهي إخراج الناس من الظلمات، هي الكفيلة أيضاً بالخروج من الواقع المرير الذي يعيشه الشرق اليوم، كما أننا لا نلغي الدين ودوره بقدر ما نحترمه ونقدسه، فأوربا التي نراها اليوم متطورة لم تلغي الأديان ودورها بل لاتزال الكنائس موجودة باقية، إضافةً إلى وجود الآلاف من المساجد والمزارات، وأوربا إن كانت تتبع النظم العلمانية ليست ضد الدين كما هو شائع عنها خطأً، فما فعلته فقط هو سحب البساط السلطوي من رجال الدين الذين أساؤوا للدين كما أساؤوا للناس.

 

ظاهرة الإلحاد في بلاد الشرق

في بلاد الشرق  بعض الملحدين والمتشككين في الأديان السماوية، فالتاريخ الرسمي اهتم بتوثيق الأحداث ليظهر أن تاريخ دول الشرق الإسلامية هو تاريخ للإيمان، وهكذا تجاهل المؤرخون حينها المتشككين وأهملوا جوانب من كتاباتهم في أحيان أخرى.

ونحاول هنا تسليط الضوء على أخبارهم وأفكارهم، من مصادر عدة، وهو الأمر الذي يخرج عن نطاق الدفاع عنهم أو الهجوم عليهم، إلى محاولة التوثيق لهم باعتبارهم جزءاً من هذه الحضارة الغنية، أثروا فيها وتأثروا بها، وكونوا حراكاً داخلها تأثر به حتى المدافعون عن الدين أنفسهم من شيوخ الدين والمتكلمين واضطرتهم إلى تطوير أدواتهم حتى تتناسب بقدر الإمكان مع العلم الحديث والفلسفة الوافدة وروح العصر، مما وقع في مصلحة العامة وأثرى حضارتهم.

والإلحاد الذي نقصده يختلف عن الإلحاد بمعناه المعروف أي إنكار الذات الإلهية، فحركة الإلحاد في الشرق تتميز عن تلك التي حدثت في الغرب، حيث سعى الملحدون هناك إلى هدم الفكرة الأساسية التي يقوم عليها التدين عندهم وهي وجود الإله، قصد الملحدون في تاريخ الشرق إلى التشكيك في فكرة النبوة وهدمها، على اعتبار أن التدين في الشرق كان قائماً على هذه الفكرة في الأساس.

كثيراً ما سمعنا و قرأنا  أن جل العلماء الماديين الذين يفتخر بهم المسلمون اليوم كنجوم خالدة في سماء الإنتاج العلمي الحضاري الإسلامي هم في الأصل ملحدون، أو إن صح التعبير كفار وزنادقة في نظر بعض كبار شيوخ الفقه الإسلامي، وهذا صحيح، ومثبت بمراجع وفتاوي مخطوطة في كتب هؤلاء الفقهاء، ولا ينكر هذا إلا جاحد ومعاند، ولكن هل علينا التسليم بفتاوي هؤلاء الفقهاء بالمطلق، ونأخذ أحكامهم هذه في حق هؤلاء العلماء كحكم نهائي لا رجعة فيه ولا تصحيح، وكأنها وحي يوحى لا يقبل الأخذ والرد أم العكس؟، هذا إن سلمنا أصلاً أنه يحق للبشر تكفير خلق الله.

فما الذي دفع هؤلاء إلى انتقاد الأديان عامة حتى لم يسلم منهم معتقد من المعتقدات الشرقية؟ وما هي اعتراضاتهم عليها؟ ونستعرض لكم أهم أفكارهم دون التعرض لمدى صحتها أو بطلانها:

 

ابن الراوندي:

لعلّ ابن الراوندي الذي شكك في النبوة، وأنكر الديانات السماوية وانتقد القرآن الكريم والسنة النبوية بأسلوب لاذع، هو أشهر الملحدين في تاريخ الإسلام، خاصةً أن آراءه وصلت إلينا من خلال عرضها في كتب هدف مؤلفوها إلى دحضها.

 

ابن المقفع:

لم يكن ابن المقفع  ملحدًا بمعنى إنكار وجود الإله والبعث والقيامة، وتقريباً كل ما ينسب إليه في هذا الإطار مدون في فصل من كتاب «كليلة ودمنة» الذي قام بترجمته بنفسه عن الفارسية إلى العربية، وهو الفصل الذي يعرف بباب «برزويه كما ترجمه الوزير بزرجمهر بن خلكان» وتدور معظم الشكوك حول أن ابن المقفع كتبه بنفسه ونسبه للكتاب حتى يخفي فيه أفكاره المتشككة في الأديان، حيث يحكي ابن المقفع في أحد مقاطع هذا الباب عن رحلة برزويه مع الأديان، فهو يشكك أولاً في صحة الدين الذي ورثه عن آبائه ثم يحاول أن يجد مطلبه في غيره، إلى أن ينكر على أهل كل دين أنهم يتحزبون لإيمانهم الذي ولدوا عليه وورثوه عن آبائهم دون تفكير في صحة هذا المعتقد من عدمه، علاوة على ذلك أن أصحاب الديانات المختلفة يتنابذون فيما بينهم ويدعي كل منهم صحة معتقده وبهتان معتقد الآخرين، ولما أعمل عقله لم يجد في أي منها ما يدعو للتسليم به دون غيره، ويتوصل في النهاية إلى أن يكتفي بحسن الخلق مع الناس ورد الأذى عنهم، وينقل عن الخليفة المهدي قوله بأنه لا توجد زندقة إلا ولها أصل في هذا الباب الذي كتبه ابن المقفع، وهو الفصل نفسه الذي أدى لاتهامه بالزندقة (أو لمكيدة سياسية) وتقطيع أوصاله وشواء أعضائه على النار أمام عينيه حتى مات.

 

أبو بكر محمد بن زكريا الرازي:

للحديث عن فلسفة الرازي هنا مجال أكثر من سرد إنجازاته في الطب والكيمياء، وأهم ما له في ذلك كتابان هما «في العلم الإلهي» و»مخاريق النبوة»، لكن معظم ما وصل إلينا منهما ورد في كتب الذين ردوا على أقواله، وكان الرازي لا يؤمن بالنبوة ويأخذ على عاتقه إثبات التناقض في الكتب المقدسة بداية من التوراة إلى الإنجيل والقرآن، ثم ما يلبث أن يوجه طعنه إلى بقية الديانات الشرقية كالزرادشتيه والمانوية.

ورأيُ الرازي في النبوة والأنبياء ينحصر حول قيمة العقل، ففي رأيه أنه ما دام الله قد منحنا العقل وميزنا به عن سائر خلقه وهيأ له القدرة على اكتشاف الخير والشر، فما حاجة الإنسان لنبي يعلمه الشرائع والأخلاق، ثم أن لعقل الإنسان قدرة أيضاً على معرفه الخالق من خلال النظر في خلقه فلا حاجة لإرسال نبي يعلم الناس طريق الله.

ثم يحاول أن يدفع الاعتراضات على كلامه من عدة جوانب،

أولها أن الأولَى بحكمة الله وعدله اللذين يؤمن بهما أصحاب الديانات، أن يساوي بين خلقه في القدرة على معرفة الخير والشر، وأن الله إذا ميز بعضهم بهذه الموهبة عن البعض الآخر يكون قد زرع بينهم الشقاق، وهو ما نراه يحدث بين أصحاب المذاهب المختلفة من القتال والنزاع وإراقة الدماء.

وبرأيه أن المسؤول عن ذلك ليس الضعف أو قلة الفهم عند أبناء المعتقدات، إنما خلل في نظرية النبوة نفسها، فالأنبياء في رأيه يبشرون بشرائع وأفكار غير قابلة للجدال والنقاش باعتبارها قادمة من السماء وتحيط بها هالة من التقديس، وهو يرى أن الكثير مما أتى به الأنبياء يخالف الطبيعة الإنسانية والسلام بين بني البشر، بالإضافة إلى ادعاء كل دين استئثاره بالحقيقة منفرداً، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال للشقاق والسجال بين أطراف تتجاذب الحقيقة.

وثانياً: يقول أن أصحاب الأديان يرون أن الناس مراتب وفُضل بعضهم على بعض، ومنهم من يمتاز عن البقية بالعلم، وإذا كان ذلك كذلك فحري بالأنبياء الذين هم أشرف الخلق بأن يمتازوا على الجميع؛ لكن الرازي يرى أن ذلك ليس دليلاً على النبوة، فالناس من وجهة نظره متساوون في القدرة على المعرفة ولا يميز أحدهم عن الآخر إلا الاجتهاد في تحصيلها والقابلية النفسية لإعمال الذهن.

ثالثاً: إن الأنبياء يختلفون فيما بينهم في نواحٍ كثيرة فمنهم من يُؤلِّه المسيح ومنهم من يراه بشراً عادياً ومنهم من يراه زنديقاً كاليهود، ويتساءل كيف لله أن يبعث للناس برسائل متناقضة كل التناقض، وفي الأخير: لا يرى الرازي مبرراً لأن نعلل إيمان معظم البشر بالنبوة كدليل على صدقها، فالناس إما يسلمون بما ورثوه ويتكاسلون عن التحقيق فيه ثم يسلمون به لاعتيادهم عليه ويتحول المعتقد بمرور الأجيال إلى ما يشبه الطبيعة والغريزة في هؤلاء الناس، أو أنهم يخافون بطش رجال الدين والسلطان بهم، أو ينخدعون في المظهر البراق للدعاة والمبشرين والوعاظ، أي أن كثرة العدد ليست دليلاً على صدق المذهب.

وبعض الانتقادات التي يوجهها ابن الرازي للكتب المقدسة نجدها مثلاً في اعتراضه على ما ورد في التوراة عن إصدار الله أوامره لليهود بالقتل وإباحة دماء الشعوب الأخرى، وعلى تشبيههم للذات الإلهية بشخص يحب رائحة شواء اللحم والذبائح وبعجوز أشيب الشعر، وهو ما يناقض تأكيد النبي موسى على أن الله قديم غير مصنوع ولا مؤلف ولا تنفعه المنافع ولا تضره المضار، ثم يعترض على ما جاء في الإنجيل عن المسيح أنه قال «ما جئت لأنقد الناموس بل لأكمله» – قاصدًا بهذا توراة النبي موسى – ثم يقوم المسيح بإلغاء معظم شرائع الناموس من تقديس السبت والأخذ بالثأر وما إلى ذلك، وهو بذلك يحاول إثبات تناقض الإنجيل، ولا يكتفي بهذا فيهاجم عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية باعتبارها غير  متسقة ومتناقضة.

ثم يوجه طعنه للقرآن الكريم على اعتبار ما يراه من تشبيه وتجسيم للذات الإلهية في آيات مثل «الرحمن على العرش استوى»، و قوله «ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية».

وأنكر الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم أيضاً، ورد السؤال التعجيزي المعتاد «إذا كنتم تنكرون إعجاز القرآن فهل لكم أن تأتوا بمثله؟» بسؤال آخر وهو: هل لكم أن تأتوا بمثلما كتب بطليموس وجالينوس؟ وما أراد قوله هو عدم قدرة أي شخص على الإتيان بمثل ما كتبه شخص آخر لأن الأسلوب اللغوي يشبه البصمة ويختلف باختلاف المتحدث.

ويرى الكاتب عبد الرحمن بدوي أن الرازي لم يولِ بالاً للاجتهادات التي قام بها مشايخ المعتزلة لتأويل هذه الآيات على اعتبار أن لها معنى داخلياً غير معناها الظاهر ينفي عنها التجسيم والتشبيه، فيما يرى الرازي أنها مجرد محاولة من المعتزلة لإنقاذ الموقف، ويزيد على ذلك بأن ينتقد تواتر الروايات عن الرسول في أحاديثه الشريفة، ويدفع بأنه لو سقط شخص من ضمن سلسلة الرواة الطويلة عن النبي نتيجة لذلة أو نسيان، فإن الرواية تسقط بدورها، وهو يرى أن ذلك تسبب بتناقض الروايات النبوية ومن ثم يعفي نفسه من الأخذ بالأحاديث الشريفة جملة.

 

أبو علاء المعري:

يوصف بأنه شاعر العقل في تاريخ الأدب العربي، عُرف عنه إعلاؤه لقيمة العقل فوق العادة والتقاليد وثقته في قدرة الإنسان على التمييز بين الخير والشر دون الحاجة للدين، ومما كتبه:

يرتجي الناس أن يقوم إمام

        ناطق في الكتيبة الخرساء

كذب الظن لا إمام سوى الـ

       عقل مشيراً في صبحه والمساء

إنما هذه المذاهب أسبابٌ

         لجذب الدنيا إلى الرؤساء

كما ذهب إلى إنكار الكتب السماوية:

دين وكفر وأنباء تقص وفر

                   قان وتوراة وإنجيل

في كل جيل أباطيل يدان بها

           فهل تفرد يوماً بالهدى جيل؟

 

ويبدو أنه قد تقلب في مراحل كثيرة بين الشك والإيمان. كذلك، لم يشكك في وجود الله ودائماً ما تحدث عن نعمه وصفاته. ويذكر طه حسين في كتابه «مع أبي العلاء في سجنه» أن المعري كان يسلم بوجود الله ويتحدث عنه بلسان العابد الزاهد الصادق في عبادته.

 

جابر بن حيان:

كان جابر بن حيان كيميائياً بارعاً، ويذكر عبد الرحمن بدوي نقلاً عن المستشرق «كروس» أنه أضاف الكثير إلى الكيمياء اليونانية واتبع منهجاً علمياً يضاهي ذلك الذي ابتدعه العلماء المحدثون في أوروبا، وبناءً على إنجازاته في هذا المجال وصل إلى درجة الاعتقاد في مقدرة الكيمياء على تخليق ما يشبه الكائنات الحية والإنسان، الأمر الذي يذكرنا بالمحاولات الحديثة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهو أمر قد وضعه عند الناس في طائفة الزنادقة والملحدين.

التصقت، تهمة الالحاد، بشكل ملحوظ، بكل من اتجهوا إلى علوم الطبيعة الاجتماعية آنذاك، فكيف يمكن ترك هؤلاء العلماء في وقت كانت مصلحة السلطة تتصالح مع المخادعين من أهل الخرافات الذين توشحوا لباس العلم، ففي زمن مؤسس علم الكيمياء جابر بن حيان، كان هناك رجال يدّعون قدرتهم على تحويل الحديد إلى ذهب، وكانوا يقومون كذبًا وخداعًا بعملية طلاء الذهب وليس بتحويل الحديد لذهب، لذلك كان جابر بن حيان واحدًا من أشهر علماء الإسلام الذين اتهموا بالزندقة والكفر.

والتاريخ يشير إلى أنه اتهم بهذه التهمة استنادًا لعلاقة والده مع الحكام؛ حيث أن والده عمل في الكوفة صيدلياً وبقى يمارس هذه المهنة مدة طويلة وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وعندها استشعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس فألقوا القبض عليه وقتلوه، وهو ما جعل الحكام في عصر أبو الكيمياء يخشون من استخدام جابر لعلمه فيما يضر مصلحة حكام ذلك الوقت.

استغل حكام عصره، حرص العامة على الحفاظ على الدين الإسلامي، في تضليل المواطنين بحجة الدفاع عن الإسلام، وبدأوا يشيعون أن الكيمياء علم محرم، ومن يعمل به كافر ولا يجوز الاستماع له أو تصديق ما يقول، وحبذا لو تم قتله، حتى يأمن الجميع من شره.

ومما يدعونا للدهشة، أنه في الوقت، الذي اتهمه بعض المسلمين بالكفر، وحاولوا التبرؤ منه، قال عنه الفيلسوف الإنجليزي (باكون): (إن جابر بن حيان هو أول من علّم علوم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي (مارسيلان برتلو m.berthelot)  المتوفى سنة 1907 هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): (إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق)، وكانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثرا في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوربية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها؛ فكيف لشخص بهذه العقلية وهذا العلم أن ينكر وجود الله ويكفر به.

 

الشعراء المُجان:

ربما لا نجد في شعر هؤلاء الذين أطلق عليهم المُجَّان – نسبة للمجون واللهو  من الشعراء والذين عاشوا في ظل الخلافة الثانية للدولة العباسية، وجهة نظر فكرية واضحة تجاه الأديان، وكان على رأس هؤلاء أبو نواس ومعظم ما ورد عنهم من أدب كان يصب في اتجاه الاستهانة بالأوامر الدينية وربط السعادة الإنسانية بالأمور الأرضية لا بالروحانيات والتصورات السماوية.

 

ابن رشد:

هو أحد العلماء الذين تم تكفيرهم وزندقتهم، هل كان ابن رشد ملحد وكافر وزنديق كما قيل ونقل إلينا؟..، لنكتشف موقف ابن رشد من قضية الإيمان من عدمه بلفتة قصيرة مختصرة، ليست على لسان من تكلموا في حقه أو نقلوا لنا عنه، بل ما قاله هو في إحدى كتبه مبيناً دلالة الخلق على اتصاف خالقه بصفة العلم:

أما العلم فقد نبّه الكتاب على وجه الدلالة عليه، في قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14]، ووجه الدلالة: أن المصنوع يدل من جهة الترتيب الذي في أجزائه، أعني كون صنع بعضها من أجل بعض، ومن جهة موافقة جميعها للمنفعة المقصودة لذلك المصنوع، أنه لم يحدث عن صانع هو طبيعة، وإنما وجدت عن صانع رتب ما قبل الغاية لأجل الغاية فوجب أن يكون عالماً به. …..المرجع: مناهج الأدلة في عقائد الملة، ص160-161.

والسؤال هنا كيف تم تكفير هذا الرجل وزندقته من طرف بعض الفقهاء، أيقول كافر وملحد وجاحد بالإيمان كلاماً مثل هذا الذي تفضل به ابن رشد في مدح الله سبحانه وتعظيم شأنه وقدرته وحكمته!!

 

أبو نصر محمد الفارابي:

إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو. ولكن بين أفلاطون وأرسطو تناقض أساسي وكان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة) ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

هنالك موجودات ممكنة الوجود كثيرة، لكن موجود واحد واجب الوجود. الموجود الممكن الوجود: الموجود الذي متى فُرِض موجودا أو غير موجود لم يعرض منه محال. يعني وجوده أو عدم وجوده ليس هناك ما يمنع ذلك. لكن إذا وجدت لابد لها من علة وكل الموجودات التي تحقق وجودها حوادث. الموجود الواجب الوجود: الموجود الذي متى فرضناه غير موجود عرض منه (الهاء تعود على الفرض) محال. يعني لا يمكن إلا أن يكون موجودا وهو في المصطلح الديني (الله) فنحن لا يمكن أن نقول الله ليس موجود؛ لأنه لا يمكن لنا أن نقول بعد أن قلنا الله ليس موجود كيف وجد العالم. (مؤيس الأيسات عن ليس) تعني موجود الموجودات من العدم (أليس أي أوجد). س/ لا نستطيع أن نفهم كيف وجدت الموجودات الممكنة عن واجب الوجود؟ وكان جواب الكندي هو (مؤيس…..) أما الفارابي يقول أن واجب الوجود طبيعته عقل محض واحد من كل الجهات جوهر عقل محض يعقل ذاته وموضوع تعقله هو ذاته، خلافا لنا نعقل ذاتنا ونعقل أيضا الموجودات الطبيعية ولكن واجب الوجود عند الفارابي يعقل ذاته فقط ويقول الفارابي أنه من تعقله لذاته يفيض عنه عقل أول، يكفي أن يعقل واجب الوجود ذاته حتى يصدر عنه عقل أول أي فعل التعقل فعل مبدع يصدر على سبيل الضرورة لا الإرادة والقصد. يصدر عقل من تعقله لما فوقه يصدر عقل آخر ومن تعقله لذاته يصدر فلك..الخ العقل الأخير هو العقل الفعال والفلك الخاص به فلك القمر.

 

العلاقة بين الفيلسوف والنبي عند الفارابي:

التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين. يقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس. المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها

 

الشاعر ديك الجن الحمصي:

إن ديك الجن لم يكن إنساناً متديّناً، مطبقاً لما أمر به الإسلام أو نهى عنه، لقد كان هناك انفصال تامّ بين انتمائه السياسي ومواقفه الدينية، يقول أبو الفرج على لسان ابن أخي ديك الجن: «كان عمّي خَليعاً ماجناً»، أما تشكّكه بوجود اليوم الآخر والحساب، فقد اتّخذ طابعاً أكثر حدّة، وصل به إلى الانفجار والتصريح بعدم إيمانه بالقيامة والبعث. وربما كانت هذه الحدّة نابعة من التمرّد والتحدّي، والتصدي للوعّاظ الذين يلاحقونه في كل مكان، مذكّرين بالموت والحساب، والجنة والنار، إنه في البداية يجنح إلى مناقشتهم مناقشة تنطوي على الكثير من الاضطراب والقلق والتردّد والشك، فإذا كانوا كاذبين في ادّعائهم بوجود الحياة الآخرة، فقد أَمِنَ ونجا من العقاب عمّا اقترفه من آثام، أما إذا صدقوا فإنه سينجو أيضاً، لأن الله هو الذي ابتلاه بهذه الآثام، وهو الذي سيسامح ويعفو، وما ذنبه فيما قدّر الله لـه ؟! ثم ينفجر بغتة، معلناً عدم إيمانه بالقيامة، قائلاً:

هيَ الدُّنيا وقد نَعِموا بآخرة وتسويف النّفوسِ من السَّوافِ

فإنْ كذبوا أمنتَ، وإنْ أصابوا فإنّ المبتليـكَ هو المعافـي

وأصدقُ ما أبثُّك أنَّ قلبـي بتصديقِ القيامةِ غيرُ صافي

إن هذا التصريح وأمثاله دفع الناس إلى اتهامه بالإلحاد.

 

الحلاج

من الذين رفدوا شعبهم والإنسانية بإبداعاتهم وأفكارهم وأثبتوا نكران ذواتهم وعظمة تضحياتهم.

الحلاج (857 – 922 م): هو الحسين بن منصور بن محمي الحلاج. وُلد الحلاج في الطور الواقعة في إيران الحالية. إستقر الحلاج في واسط (الكوت) في عام 867 ميلادي. عاش في بغداد في أواخر القرن التاسع الميلادي. كان الحلاج من معتنقي الدين اليارساني.

يذكر عز الدين بن الأثير أنّ الحلاج كان رجلاً متصوفاً زاهداً وصاحب كرامات. كان الحلاج يعتنق الدين اليارساني، وأنّ الكتب الدينية اليارسانية تذكر ذلك. يذكر المعري أيضاً، في «رسالة الغفران» في صفحة 348، بأنّ الحلاج كان يؤمن بتناسخ الأرواح، حيث أنّ اليارسانيين يؤمنون بذلك أيضاً.

في عهد الخليفة العباسي، المقتدر، تمّ إتهام الحلاج بالشعوذة من قِبل المعتزلة، حيث تم إلقاء القبض عليه من قِبل رجال الشرطة العباسيين. أمضى الحلاج ثماني سنوات في سجن بغداد. بعد ذلك أمر الوزير حامد بقتله بعد محاكمة دامت سبعة أشهر، بمقتضى فتوى أقرّها القاضي أبو عمر المالكي.

حُزّ رأس الحلاّج وجُلّد وقُطّعت يداه ورجلاه  ومن ثمّ تم صلبه على جذع شجرة وأبقوه هكذا الى اليوم التالي، حيث في ذلك اليوم، قُطعت رقبته وأُحرقت جثته في ساحة السجن الجديد ببغداد على الضفة اليمنى لنهر دجلة أمام باب الطاق ورُمي رماد جثته في نهر دجلة.

كان الحلاج يدعو إلى التأمل والتفكر وإعمال العقل وهو القائل:

 

تأمل بعين العقل ما أنا واصف

فللعقل أسماع وعاة  وأبصار

 

دعوة الحلاج إلى التفكير لم تكن تُلزم غيره بأكثر من دعوته إلى التفكير فيها، حيث أنه كان يدعو الى لغة العقل والتفكير بوضوح و إخلاص. يقول عن ذلك: (خذ من كلامي ما يبلغ علمك، وما أنكره علمك فاضرب بوجهي، ولا تتعلّق به، فتضلّ عن الطّريق) («أخبار الحلاج» لإبن الساعي، صفحة 12).

لم ينظر الحلاج للدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي نظرة شك أو إستخفاف أو تكفير، بل كان ينظر إلى تلك الأديان على أنها وسائل مختلفة لتحقيق نفس الهدف. يقول: (يا بنيّ، الأديان كلّها للّه عز ّوجل، شغل بكل دين طائفة لا اختياراً فيهم بل اختياراً عليهم، فمن لام أحداً ببطلان ما هو عليه فقد حكم أنّه اختار ذلك لنفسه، وإعلم أن اليهودية والنصرانية والإسلام هي ألقاب مختلفة وأسامٍ متغيّرة والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف) («أخبار الحلاج» لإبن الساعي، صفحة 38-39).

كان الحلاج متصوفاً، أحب الخالق حتى ذاب فيه وتوحد معه، وقال وهو من أجمل ما قيل في التوحد مع الخالق:

 

أنا من أهوى ومن أهوى أنا

نحن روحان حلّلنا بدنا

نحن مَن كنا على عهد الهوى

نضرب الأمثال في النّاس بنا

فإذا أبصرْتني أبصرته

وإذا أبصرته قلت: أنا

وقوله أيضا:

 

قد تحققتك في سري فخاطبك لساني

فاجتمعنا لِمعانٍ وافترقنا لِمعانٍ

إن تكن غيبتك التعظيم عن لحظ العيان

فلقد صيرك الوجد من الأحشاء دان

 

المصادر:

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (8/112-141).

المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) . سير أعلام النبلاء للذهبي (14 / 313-354) . البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144) – زكي نجيب محمود، الفارابي المعلم الثاني، بيروت 1972

«الشيخ أبو النصر محمّد الفارابي». 2013-01-27.

مقدمة في كتاب آراء أهل المدينة الفاضلة

بروكلمان: تاريخ الأدب العربي ج1، ص210-213

مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم 512 فنون جميلة).

طبعة حيدر آباد سنة 1346 هـ

الفارابي : البير نصري نادر ، بيروت ، 1977

جمال الدين فالح الكيلاني: محسن مهدي الفيلسوف الكربلائي الكبير، مجلة الديار اللندنية، سنة 2013 .

 

بتصرف عن كتاب (ديوان ديك الجن الحمصي) جمع وتحقيق ودراسة الأستاذ مظهر الحجي، الناشر اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2004.

المنصف في نقد الشعر وبيان سرقات المتنبي ومشكل شعره : ابن وكيع التنيسي. تحقيق : محمد رضوان الداية. دمشق، دار قتيبة، 1982 م.

المحبّ والمحبوب والمشموم والمشروب : السريّ بن أحمد الرفّاء : تحقيق مصباح غلاونجي. دمشق، مجمع اللغة العربية، دار الفكر للطباعة، 1406هـ / 1986.

كاتب

التعليقات مغلقة.